نهاية برنامج التأشيرة الذهبية الإسبانية: ما هي البدائل؟

منذ إطلاقه عام 2013، منح برنامج التأشيرة الذهبية الإسبانية تصاريح إقامة لحوالي 15,000 شخص. أُنشئ هذا البرنامج في عهد حكومة ماريانو راخوي، وساهم في تعزيز الاقتصاد بشكل ملحوظ بعد أن استثمر معظم المتقدمين في العقارات الإسبانية، على الرغم من وجود فرص استثمارية أخرى.

وكما ذُكر مرارًا وتكرارًا مؤخرًا، أدى ارتفاع تكاليف السكن في بعض المدن، وخاصة مدريد وبرشلونة، إلى التفكير في إلغاء برنامج التأشيرة الذهبية الإسبانية عدة مرات خلال العامين الماضيين. إلا أن هذا القرار أُقرّ أخيرًا في منتصف هذا العام.

وشكّل الطلب المتزايد على العقارات من الأجانب الراغبين في هذا البرنامج، وخاصةً من دول الخليج والصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ضغطًا على المواطنين الإسبان نظرًا لارتفاع تكاليف السكن وقلة الخيارات العقارية المتاحة.

ووُضع هذا البرنامج بهدف جذب الاستثمار الأجنبي في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي ضربت أوروبا. وكان أساس البرنامج منح الإقامة الأوروبية للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي بعد الاستثمار في البلاد، ولا سيما في العقارات بقيمة 500,000 يورو.

محاولات إلغاء برنامج التأشيرة الذهبية الإسبانية

فيما يتعلق بأزمة السكن، صرّح رئيس الوزراء الإسباني الحالي، بيدرو سانشيز، في أبريل/نيسان 2024، بضرورة توفير السكن للجميع على قدم المساواة، بدلاً من أن يكون مجرد مسعىً مضاربي. وأضاف أنه سيضمن حلّ هذه المشكلة وتعديل القانون الذي أقرّه الحزب الشعبي في بداية البرنامج.

في ديسمبر/كانون الأول 2024، عُرضت مسألة إلغاء برنامج الإقامة الإسبانية على البرلمان الإسباني، حيث طُرِحَت المسألة خلال إحدى جلساته. وأدى ذلك في النهاية إلى الموافقة على إلغاء البرنامج بأغلبية 177 صوتًا مقابل 170 صوتًا.

تبع ذلك قرار من الحكومة الإسبانية بنشر القرار في الجريدة الرسمية بتاريخ 3 يناير/كانون الثاني 2025، مؤكدةً انتهاء البرنامج. كما أوضحت أن القرار سيُنفَّذ بعد ثلاثة أشهر من نشره في الجريدة الرسمية، مما يُوصلنا إلى تاريخ الإلغاء (أبريل/نيسان 2025). 

تشير الإحصاءات إلى أن الطلب على البرنامج قد ازداد بشكل ملحوظ عقب قرار الرئيس سانشيز. وقد أصدرت وحدة برنامج التأشيرة الذهبية الإسبانية ما يقارب ألف تأشيرة عام ٢٠٢٤، معظمها بعد قرار الرئيس. كما تشير إحصاءات غير رسمية إلى إصدار ما يقارب ٥٠٠ تصريح خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.

أسباب إلغاء برنامج التأشيرة الذهبية الإسبانية

✓ كان من أبرز الأسباب التي أدت إلى إلغاء برنامج التأشيرة الذهبية الإسبانية ارتفاع أسعار شراء واستئجار المساكن للمواطنين المحليين، لا سيما في برشلونة ومدريد والدول الساحلية، بعد أن استمعت الحكومة إلى آراء المواطنين والمنظمات في هذا الشأن في مناسبات عدة.

✓ أثارت بعض التقارير شكوكًا حول مصدر بعض الأموال المستخدمة في الاستثمار، واحتمال استخدامها في عمليات غسيل أموال، مما دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات احترازية لمنع ذلك.

✓ اتخذت بعض الدول الأوروبية خطوات لتعديل أو إلغاء برامج التأشيرة الذهبية الخاصة بها، مما دفع إسبانيا إلى اتباع نهج دول أخرى في تشديد الرقابة على الاستثمارات الأجنبية الكبيرة.

✓ بعد دراسة وتقييم شامل، خلصت الحكومة إلى أن الفوائد المتحققة من برنامجها لا يمكن أن تعوض التأثير السلبي للبرنامج على سوق العقارات الإسباني.

ماذا عن من يفكرون في التقديم أو تقدموا بالفعل؟

يعني قرار إلغاء برنامج التأشيرة الذهبية الإسبانية في أبريل 2025 أنه لن يتم قبول أي طلبات جديدة بعد هذه الفترة. مع ذلك، أكدت وحدة برنامج الإقامة الإسبانية أن أي طلب قدم بشكل صحيح وكامل قبل هذا التاريخ سيُعتبر ساري المفعول، وسيتم النظر فيه ومعالجته وفقًا للقانون وقت تقديمه. اما بالنسبة لحاملي تصريح التأشيرة الذهبية الإسبانية، لا يؤثر هذا الإجراء على وضعهم أو تصريحهم بأي شكل من الأشكال.

بدائل لبرنامج التأشيرة الذهبية الإسبانية

على الرغم من انتهاء برنامج التأشيرة الذهبية الإسبانية، لا تزال هناك برامج مماثلة تُتيح الإقامة في أوروبا بعد الاستثمار في اقتصاداتها. من بين هذه البرامج، تُعدّ الفيزا الذهبية البرتغالية الخيار الأمثل.

يُعدّ الحصول على الإقامة الأوروبية من البرتغال فرصة لا تُقدّر بثمن، إذ يُتيح خيارات استثمارية وإقامة دائمة وجنسية للمستثمرين وأفراد أسرهم من دولة تتمتع بالأمان والتنوع المالي وحرية التنقل بين العديد من الدول الأوروبية.

للمزيد من التفاصيل حول الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار أو البرامج الأخرى التي تُتيح الجنسية المباشرة عن طريق الاستثمار دون الحاجة إلى الإقامة والانتظار، تواصل مع إحد الخبراء في شركة Global Citizen Consultants، المكتب المُعتمد للحصول على الإقامة أو الجنسية عن طريق الاستثمار.